كتب محمد براح
.
سترحلون إذا ما طال لي عُمُرُ
يأتي الربيع بأبهى حلة بسما
وتخرج الأرض بعد الجدب زخرفها
لقد هوى الوثن الطاغي وسوف نرى
تدري بأن غمام الزيف منقشع
الله أكبر سيف الحق منتقم
لقد هوى الصنم الطاغي وسوف نرى
الله أكبر سيف الحق منتقم
سترحلون ويأتي للدنا المطر
والورد يعبق والريحان والزهر
وازينت حين طاب الماء والثمر
كل الحجارة تدري أنها حجر
ويفضح الله للطاغين ما ستروا
وبالدم الثر حل النصر والظفر
كل الحجارة تدري أنها حجر
وبالدم الثر حل النصر والظفر
آمنت أن ثمار النصر قادمة
آثاركم سيدي المختار خالدة
صدق بأنك في أرواحنا علم
ومنك ياعمر المختار بي شغف
ركزت فينا صفاء العشق في وطن
فالعد آت، ترى من ذاك رابعهم؟
هي الرياح وقد هبت لواعجها
طغيانهم واحد في كل مغربنا
ياريح هبي أرى أغلالنا ثقلت
لن أكتب الشعر في أهداب فاتنة
سيان عندي فكل الأرض دامعة
أوطاننا السجن والجلاد حاكمنا
فخامة ملك سيف زبانية
والشعب في نظر الطغيان مزرعة
تستعطف الشاة جزارا فيذبحها
الشعب يلجأ للبنزين يوقده
وضيعته عصابات مدربة
عاف الحياة فلم يحفل بها أبدا
من رابع تفرح الدنيا يميتته؟
والريح تأتي فما أحلى زوابعها
سلالة لبن الطغيان مشربها
لأنهم نجَّسُوا من إفكهم وطنا
لو قيل لي مر فينا ههنا تتر
كسر الجماجم لحن صار يمتعهم
قلنا ارحلوا من جميع الأرض لا أسف
قلنا ارحلوا قد كتبناها على دمنا
إلى الجحيم اذهبوا موتوا بلا أسف
يشتاقكم موكب في النار مصطرخ
مع صاحبيك اخرجوا والذل يلعنكم
دماؤنا لعنة منا تلاحقكم
والجائعون ومرضى في تألمهم
مأساتنا طغمة بالزور قد حكمت
كي نستريح وتهتز الدنا طربا
ونستفيق على بغداد ضاحكة
ما نار تونس إلا فارس بطل
كم أرهبوه وسبوا أمه علنا
فاستلهم الدرس في البنزين ثم مشى
فهبت النار أورادا مقدسة
الحي أنت لقد أحييت أمتنا
فاسمق بروحك للعلياء متئدا
النار اضرمتها في نوم يقظتنا
كتبت بالدم ما قلناه من زمن
نم مطمئنا جزاك الله ياعمر
أولاء قومي وهذا منهم الخبر
ومنك تخلد في وجداننا العبر
وفيك يعذب في رمضائنا السفر
فيه ابتلينا وإنا في الهوى صبر
يهوي ومن ياترى كذابنا الأشر؟
ستجرف الشر لا تبقي ولاتذر
والمشرق اربد لم يطلع به قمر
هبي لعل قيود الذل تنكسر
أو حاكم ظالم للشعب يحتقر
ثكلى تئن ودمع العين منهمر
تشابهت في الدنا الألقاب والصور
في كل ما وطن قد عشش البطر
فيها القطيع وفيها يرتع البقر
وترتجيه فيدمي جرحها ظفر
من بعدما سرقت من جيبه الدرر
على الفساد وغاب العدل ياعمر
والليل برد وطال السهد والسهر
والرقم يعلو ويعلو ليس ينحدر
ما أعذب الموج إن في أوجه الخطر
فليرحلوا ربما قد يرحل الشرر
فما صفا الحال حين استفحل الكدر
لقلت حاشا سوى حكامنا التتر
من دم غسلهم والعشق والوطر
بها نغني بها لن يسكت الوتر
بها سلونا وطاب الأنس والسمر
تاقت إليكم لظى بل فتحت سقر
والنار من شحمكم تزهو فتستعر
بمنظر الخزي قد يستمتع النظر
والخائفون إلى الرحمن قد جأروا
والسائرون وقد آذتهم الحفر
يارب قلت بأن الحق منتصر
ويفرح الطير والأنعام والشجر
والقدس من ساحها لا يقرب الكدر
على يديه يباع الورد والخضر
ولامه الباطل المسستأجر القذر
يقول للناس اصحوا أيها البشر
في كل قطر أراها سوف تنتشر
والعيب والشؤم في من قال منتحر
بمثلك الأرض والزرقاء تفتخر
وها انتبهنا فما أحلاك ياقدر
يمضي الرجال ويبقى النهج والأثر
[/size]
